دخلت جورجيا بوسكولو التاريخ من أوسع ابوابه فهي أول امرأة في البندقية تمتهن رسمياً قيادة الغندول ومع إنجازها هذا اضطر الناس إلى ابتكار كلمة جديدة باللغة الإيطالية، "غندولييرا".
|
دخلت جورجيا التاريخ من اوسع ابوابه |
كانت جيورجيا بوسكولو في طفولتها تلحّ على أبيها كي يسمح لها بمرافقته في الغندول الذي يملكه. وتقول: "ما كان والدي يدعني أجذف إلا في الطقس السيء". وكان يقول دوماً: "بهذه الطريقة وحدها تتقنين التجذيف". وقد تعلمت فعلاً. وفي حزيران، أخذت جيورجيا (23 عاماً)، وهي أم لولدين (5 سنوات و3 سنوات)، مكانها بهدوء في أحد مراكب البندقية الغنية عن التعريف راحت تحرّك هذا الغندول الأسود اللماع متجهة مباشرة إلى كتب التاريخ.
يشار الى انه يملك ما يُقارب الخمسمئة رجل رخصة لقيادة الغندول في شبكة البندقية المؤلفة من 150 قناة. ويشكل هؤلاء مجموعة من الرجال المتباهين إلى حد أنه يسهل التعرف إليهم بفضل قمصانهم المميزة المخططة باللونين الأبيض والأسود.
هذا وتستلزم هذه المهنة قوة جسدية كبيرة، إذ يزن ذلك القارب الخشبي الضيق أكثر من نصف طن ويسع لأكثر من 12 راكباً. على رغم ذلك، يُدار بمجذاف واحد. وعلى البحارة إتقان اللغة الإنكليزية، تعلم تاريخ البندقية وقصورها العظيمة، فهم مختلف أوجه القوانين البحرية، ومعرفة ممرات القناة، الكبيرة منها والصغيرة. إلا أن جيورجيا تقول لكل رجل يشكك في قدراتها: "نعم، يتطلب ذلك مجهوداً جسدياً كبيراً، لكن هل اختبرتم مرة المخاض والولادة؟".
يشار الى ان جورجيا خضعت لامتحان القبول أول مرة في عام 2007 كما نقلت الجريدة، إلا أنها رسبت. فقد احتلت المرتبة الثالثة والأربعين بين مئة وأربعين مشتركاً، ولم يُقبل سوى الأربعين الأوائل. وحاولت مجدداً في عام 2008، إلا أنها أخفقت مجدداً، إذ لم يقبلوا سوى 15 متبارياً. في شهر حزيران، خاضت بوسكولو هذا الاختبار مرة ثالثة واحتلت المرتبة الثانية والعشرين من بين خمسة وثمانين مشتركاً.