ثالثا: دورنا إزاء محبة الله
ما هو المطلوب منا أن نفعله إزاء هذا العطاء الإلهي غير المحدود؟ المطلوب ليس بالكثير، ولكن لابد أن نبرهن على تبادل حبنا مع محبة الله، حتى لا يكون حبه غير المحدود هو حب من جانب واحد. وإليك بعض ما هو مطلوب منا: (1) الرغبة في التجاوب مع حبه: الله في محبته لا يجبر إنسانا على قبوله، ولكنه يقف على الباب ويقرع بالحب، وينتظر من الإنسان أن يتجاوب معه بالحب. ولهذا قال يوحنا الحبيب: "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" (1يو4: 19) (2) قبول عرضه: والأمر الآخر المطلوب من الإنسان تجاوبا مع الحب الإلهي هو قبول ما يعرضه المسيح من نعمة غنية، أي قبول أن يدخل المسيح إلى قلبك وحياتك، ولهذا يقول: "إن سمع أحد صوتي" (رؤ3: 20)، أي إن قبل أحد عرضي ومحبتي. (3) دعوته ليدخل إلى قلبك: والأمر الثالث الذي ينبغي أن يقوم به من يتجاوب مع محبة الله، هو أن يسأل الرب يسوع المسيح أن يتفضل ويحل فيه بروحه القدوس، ليسكن فيه ويعمل في داخله مطهرا قلبه ومالئا كيانه، وهكذا يعيش مع الرب في شركة قلبية اختبارية. فلا يكون إيمانه مجرد معلومات نظرية أو معرفة سطحية، بل خبرة عملية واتحادا روحيا. (4) الثقة بدخوله: متى طلب الإنسان من الرب أن يدخل في قلبه عليه أن يثق أن الرب يستجيب مثل هذه الطلبة فورا بلا تأخير. فهو الذي قال "إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه" (رؤ3: 20) إذن فلا ينبغي أن تشك في استجابة الرب لك، وأنه فعلا الآن في قلبك إذا كنت فعلا طلبته بإخلاص ورغبة صادقة. (5) الارتباط بوسائط النعمة: إذ قد طلبت الرب بقلبك، فعليك أن تتمم وسائط النعمة اللازمة. فاذهب إلى الكنيسة وتقابل مع أب الاعتراف وقدم توبة صادقة حتى تنال غفرانا، وتتقدم إلى سر التناول لتثبت في الرب ويثبت الرب فيك. (6) السلوك معه: الآن وقد أعلنت بالتوبة رغبتك في أن تتبع الرب وأن تعيش بحسب فكره ووصاياه، عليك إذن أن تسلك معه في الطريق المقدس، وهو لن يتخلى عنك، بل يحفظك في الطريق حتى إذا سقطت عن ضعف وعدم خبرة، يرفعك ويعينك، كما قال الكتاب: "من قبل الرب تثبت خطوات الإنسان وفي طريقه يسر، إذا سقط لا ينطرح لأن الرب مسند يده" (مز37: 23و24). وسيظل الرب معك إلى نهاية الطريق حيث يكلِّلُك بإكليل الجهاد في سماء المجد في الحياة الأبدية التي إليها دعيت. أخي الحبيب المبارك هل أدركت حب الله الذي بلا حدود لشخصك؟
وهل ترغب في أن تبادله حبا بحب؟
وهل تريد أن تتمتع ببركات هذا الحب، من فداء وغفران وحياة أبدية؟
هل تحب أن تطلب منه الآن لكي يحل في قلبك؟ وهل تثق أنه يستجيب لك؟
هل أنت مستعد أن تتمم خلاصك في محيط هذا الحب اللانهائي.
طلبتي إلى الله أن يعطيك نعمة لكي تتخذ قرارا حاسما الآن، ولا تؤجل الفرصة فربما لا تحين لك بعد.
الرب معك ويبارك حياتك. واذكرني في صلواتك.
المحب
القمص زكريا بطرس